لفت نظري قبل عامين تقريباً أحد الأشخاص باليوتيوب في مقطع فيديو ينشد أبيات مقتضبة من الغزل الثري بالمعنى و المضمون وشدني إضافة إلى صوته الشجي مطلع أبياته والتي من الواضح أنها من الأرث العربي حيث يقول :
يا حبُ ما لَعِبت بِكَ الأشواقُ *** فشرح هواكَ فكُلُنا عُشاقُ
المطلع أعجبني و ألهمني بنفس الوقت فبنيت عليه قصيده كامله للشاعر الذي أجهله ، له منها البيت الأول ولي البقية ... ولأني لست من رواد شعر الغزل رأيت أن أشارككم بهذه الأبيات فإن أعجبتكم سررت لأنها لاقت القبول و إن لم تعجبكم كفاني منها شرف التجربة و المحاولة ،، فإليكم أهدي أبيات الغزل و العشق من أحدٍ ليس بعاشق ...
يا حبُ ما لَعِبت بِكَ الأشواقُ *** فشرح هواكَ فكُلُنا عُشاقُ
وأرمي فؤادي بالسهامِ و سُمُها *** سمٌ نجيعٌ ما لهُ ترياقُ
وإذا رأيتَ دماءَ قلبي لا تخف *** فالقلب طبعهُ بالدِما دفاقُ
قلبٌ يحبُ و حبهُ هو ضعفهُ *** ليت الحبيبَ يحوزهُ إشفاقُ
ليتَ الحبيبَ يراهُ قلباً خاشعاً *** صمِتاً سكوتاً مِلؤُهُ إطراقُ
فيريحُ بادرةَ النوى بفؤادهِ *** ويكفُ دمعاً فاض بي رقراقُ
ليتَ الرحالَ تحطُ ما تألوا الجفا *** يا أهلَ أرحالٍ لنا سُراقُ
رغبوا فؤادي واستطاعوا أخذهُ *** تعِبت من الحملِ الثقيلِ نياقُ
ففؤادي يثقلهُ الهوى و صروفهُ *** وكذا لعمري للماتِ يساقُ
رُدوا فؤادي لستموا كفؤً له *** ولكم بغيري تُبتغى الأرزاقُ
فلهُ حبيبٌ قد تقادمَ عهدهُ *** ولهُ الوفاءُ وقسمةٌ وسباقُ
يا أصغرَ النهدينِ مالك و الهوى *** خُذها نصيحةَ من له قد ذاقوا
أهلُ الهوى في لوعةٍ و مشقةٍ *** وتكادُ تُغرقُ دمعها الأحداقُ
يرجون ما يفنيهموا و يميتهم *** وهو المنيةُ إذ لها إطباقُ
و يروْنَ في وقتِ المنامِ حبيبَهم *** فيطولُ نومهموا بهِم ما فاقوا
ويتمتمونَ بإسمهِ في خُلوةٍ *** ويحارِبونَ عدوهُ إن طاقوا
هذا هو الحالُ الذي أنا واصفٌ *** حالُ الهوى و الحُزنِ فيه طباقُ
فترُك مضاربَهُ وخلِ دروبَها *** واسمع أَخاكَ فكُلنا عُشاقُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق