مما لا شك فيه أو لنقل مما بات في مقام اليقين و المؤكد أن وزير المالية مصطفى الشمالي ليس كغيره من الوزراء في الحكومه الحاليه و جميع الحكومات التي شارك فيها سابقاً ، هذا الواقع فرضته عدة أسباب و معطيات أنا هنا لا أبرر ذلك لأني سؤبين لماذا هذه الخصوصية للشمالي !!؟
أولاً الشمالي يشكل أهمية لرئيس الوزراء لأن وجوده مفروض على رئيس الوزراء و ذلك لأن الشمالي يعتبر الفتى المطيع لأقطاب السلطه و النفوذ بالكويت كما أنه يتحمل أن يكون صاحب الدور الوقح أمام الشعب أو كما تقال بالكويتي العامي "ممساحة الزفر" ، فالشمالي هو الذي يظهر بمظهر الرجل القوي الذي يصمد في وجه المصروفات الشعبيه و مطالب الشعب التي تنهك الميزانية كما أنه يظهر بمظهر الشخص الذي يتصدى لأي إنفلات بالصرف العام ، بينما وفي الجانب الآخر الشمالي يسهل أي تجاوز للمتنفذين و أقطاب الفساد و بمباشره منه و علم مثل التحويلات الخارجية ...
للشمالي خصوصية كبرى في حكومة جابر المبارك وهذا ما يبرر وجوده في منصب نائب الرئيس ، الرئيس يبغض و يكره الحديث بالتجاوزات المالية و المصروفات و الشمالي سيوفر الغطاء له ، الشمالي يتمتع بغطاء الطائفة و لكي أكون منصف فإن الشمالي لم أسمع أنه بحث عن هذا الغطاء يوماً ما لكنه يتوفر له بالمجان ، الشمالي متفاني في عمله و لكنه يتفانى في العمل الخطأ لصالح الجهه الخطأ و هذه هي مشكلته ، هو يشغل منصب لطالما شغله أبناء الحكومه المدللين الذين يعدون لما هو أكبر و الخرافي أحدهم و لقد حُل مجلس الأمة لأجل عيون الخرافي في ما مضى وهو في هذا المنصب كذلك أمير البلاد السابق الشيخ جابر شغل هذا المنصب من قبل...
وضع الشمالي اليوم صعب جداً جداً و لكي أكون واقعياً لولا بعض الظروف لذهبت الحكومه إلا أبعد الحدود و أعلى الأسقف في حماية الشمالي و لكن الظروف اليوم ليست كما تريد الجكومة و ليس الجو صحواً لها ، الحكومة قد تتمنى الحل للمجلس لأجل عيون الفتى الذهبي (الشمالي) بل من المؤكد ذلك لولا ما يحيط بها من واقع مرير ، الأمر يتطلب حساب المؤشرات و قراءة الواقع ، ماذا لو رفعنا كتاب عدم تعاون و عادت المظاهرات و الإحتجاجات و حل المجلس و جاء مجلس أقوى منه !!
هذا ما يقرب الحل الآخر وهو إستقالة الحكومة و تشكيل حكومة أخرى بعد كتاب عدم التعاون ، لكن هذا الحل أيضاً غير عملي لأن عودة الشمالي تعني عودة المساءله و الشمالي سيعود في ذات المنصب حتماً لأنه عنيد و مفروض على الرئيس و الرئيس يحب التماشي مع الواقع ، مواقف الكتل و لأن المجلس لا يحوي سوى كتلتين رئيسيتين معروفه و معلنه ، أغلبية تريد رأس الشمالي و أقلية لا تملك سوى الكلام و التذمر و التحلطم و ليس لديها رؤية و تصور للدفاع عن حلفائها...
الحكومه شديدة البُئس لأنها مشتته ففي يوم تدافع عن وزرائها كتلة الأغلبية و في يوم تدافع عن وزرائها جماعة الأقلية و هي لا تعرف مع من هي و من معها ، في تصوري و في حال كنا نبحث عن الحل أو نقرأ مسار الأحداث المنطقي فهو رحيل الشمالي إلى منصب شرفي كمستشار في الديوان الأميري و حلول بديل آخر مؤقت له غالباً ما سيكون وزير آخر بالحكومه ...
**********
بعيداً عن الواقع المحلي و عن فرنسا بعد رحيل ساركوزي التي سيتم تحجيمها خارجياً و هذا ما يبدو عليه الوضع فساركوزي كان له مسار ثابت و قوي خارجياً خلف المصالح الفرنسية ، البعض تحمس لعهد هولاند بعد إعلانه الحازم تجاه الإنسحاب من أفغانستان و لكن هذا غير مهم بقدر ما الركض وراء المصالح يمثل الصراع الحقيقي للدول الكبرى ...
**********
من وحي عصفورتي المغردة :
23 أبريل 2012 :
خبرة 60 عام أخذتها من أحد أقربائي قبل قليل عندما شكوت له قلة نومي ،، قال لي : يا ولدي فلوسك زايده …! هل هناك من يشكو قلة النوم مثلي !!؟؟…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق